مكناس في التاريخ

تأسست في القرن العاشر من قبل قبيلة زينيت مكناسة،التي فتحها المرابطون،وكانت في البداية موقعا عسكريا في القرن الحادي عشر،تم تطورت في عهد دولة الموحدين في القرن الثاني عشر،وفي القرن الموالي مع المرينيين.وكان يجب انتظار نهاية القرن 17 وظهور السلطان العلوي الثاني كي تصبح المدينة في طليعة المدن والعواصم التاريخية.
مولاي إسماعيل يمنحها توهجا ومكانة استثنائيين

ضريح مولاي إسماعيل

أصبح هذا المسجد،الذي بناه أحمد الذهبي سنة 1703،الضريح الذي يضم رفات المولاى إسماعيل وبعض أفراد عائلته.كما يعد واحد من المعالم الدينية النادرة في المغرب،المفتوحة في وجه غير المسلمين.توجد به غرفة مزينة بأربع ساعات خشبية عبارة عن هدايا من الملك الفرنسي لويس الرابع عشر للسلطان.

هري السواني ودار الما

المبنى الأكثر رقيا في المدينة التاريخية،رائع بحجمه المثير للإعجاب،ويتألف من جزأين كبيرين:

  • دار الماء،الجزء المغطى من المعلمة،و يتكون من عشرة آبار،والتي كان يتم تزويدها بالمياه من خلال قنوات تحت أرضية تغذي الآبار وكذلك حوض المياه الكبير المسمى"صهريج السواني" الموجود بجانب هذا المبنى.
  • تتكون مخازن الحبوب،التي تسمى أيضا باسم الإسطبلات،والتي انهار سقفها أثناء زلزال لشبونة الذي ضرب شمال إفريقيا في عام 1755،من سلسلة من الأقواس التي يمثل سقفها المنهار بداية الخزائن المنهارة.

صهريج السواني

خزان مياه ضخم على شكل بركة،يعود تاريخه إلى الفترة الإسماعيلية (أواخر القرن السابع عشر)،ويقع في المدينة التاريخية،شمال غرب مخازن الحبوب.إنه معلمة هيدروليكية تبلغ مساحتها 149 على 319 متر وبعمق يصل إلى حوالي 3 أمتار.تم تزويد الحوض بالمياه،في الأصل،من قبل عشر نواعر للمبنى المجاور(دار الما)،تتصل به عن طريق قنوات مصنوعة من الطين،والتي كانت توجد أسفلها عشرات الطبقات للمياه الجوفية:ومن هنا جاءت تسمية صهريج السواني (حوض النواعر).

الحريسة الوطنية لمكناس

تعتبر حريسة مكناس ،التي تم إنشاؤها سنة 1912،أقدم حريسة وطنية.وقد تم تصنيفها كتراث تاريخي للمدينة وهي محاطة بجدار.وتمتد الحريسة على مساحة تبلغ حوالي 67 هكتار، منها 40 خاصة بمضمار السباق.وتضم هذه الحريسة الوطنية، المزرعة الوحيدة لإنتاج الخيول  البربرية والعربية البربرية،و 78 خيلا فحلا ونادي للفروسية.

قصر المنصور

معلمة مهمة تم تشييدها في بداية القرن الثامن عشر،ويتميز قصر المنصور بتعدد وظائفه، من برج المراقبة ومعقل،و مستودع للأسلحة،وكونه خزانا للحبوب ومكانا للإقامة الأميرية.

متحف برج بلقاري

يضم المتحف مجموعة مهمة من الخزف الريفي.وقد تم افتتاحه في سنة 2004 وهو يستمد اسمه من برج بلقاري،الحصن التاريخي الشهير والذي يعود تاريخه إلى عهد مولاي إسماعيل.يمتد هذا البرج على مساحة 3000 متر مربع،وكان جزء من النظام الدفاعي لقصبة مكناس.ونظرا لأهميته التاريخية والمعمارية،فقد تم إدراجه كمعلمة تاريخية وطنية منذ سنة 1932.

الغولف الملكي

يعتبر الغولف الملكي لمكناس(9 حفر)،والذي يقع في قلب المدينة،ملعب الغولف الوحيد المغلق في إفريقيا.يوفر أجواء مميزة من خلال حديقة الغولف الخاصة الموجودة داخل منتزه الألف وردة،وهو يعتبر جزء لا يتجزأ من القصر الملكي لمكناس.وقد قام جلالة المغفور له الحسن الثاني سنة 1969 بوضعه رهن إشارة ساكنة مدينة مكناس.وخلال صعود المسالك، يعبر لاعبو الغولف تاريخ المدينة ويتبعون الأسوار التي تبني فيها اللقالق أعشاشها.

قبة السفراء

إنها قبة معزولة بشكل هندسي مربع.يعود تاريخ بنائها إلى نهاية القرن السابع عشر الميلادي.وتتألف من قاعة مستطيلة واحدة. يقع داخل المدينة التاريخية،بالجنوب الغربي لبوابة باب منصور.كانت هذه القبة بمثابة قاعة استقبال،حيث كان يستقبل بها السلطان مولاي إسماعيل السفراء والمبعوثين الأجانب الذين يزورون مكناس.توجد على الجدار الخلفي للقاعة،لوحة تذكارية تؤرخ لإدراج مدينة مكناس التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو في 7 دجنبر من سنة 1996.

مكناس: قيمة عالمية متميزة

اعتبارا من 07 دجنبر 1996،أدرجت لجنة التراث العالمي،التي اجتمعت في دورتها العشرين بميريدا بالمكسيك،مدينة مكناس التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو.تسجيل المدينة على هذه القائمة،يؤكد على القيمة العالمية المتميزة لمكناس،من أجل حمايتها لفائدة الإنسانية.

حبس قارة

يوجد حبس قارة بالقرب من قبة السفراء.وقد استمد تسميته من اسم سجين برتغالي.إنه عبارة عن قبو تحت أرضي شاسع يتم الوصول إليه عبر الدرج،وتحيل هندسته المعمارية وشبهه المثير بمخازن الحبوب لصهريج السواني،على أن وظيفته الأصلية كانت لتخزين المواد الغذائية وعلى أنه كان اتخذ مؤقتا كسجن خلال فترة الحرب مع الدول الأجنبية.

ساحة لالة عودة

تم تمتيع ساحة لالة عودة بتصميم مستطيل الشكل،ويحدها على الجانبين جدران ضخمة تشكل قلعة محصنة للإقامة السلطانية الأولى.وقد كانت قديما مخصصة للفسحات الرسمية للسلطان وكذا استعراضات الفرسان-جنود مولاي إسماعيل.

متحف مكناس

خصص هذا المتحف الصغير للفنون والحرف التقليدية.نجد بداخله العديد من الأزياء التقليدية،بالإضافة إلى منتجات الصناعة اليدوية التقليدية الأكثر تنوعا،من السجاد إلى الفخار،ناهيك عن الأدوات التي استخدمت في صنعها

ساحة لهديم

تفاجئ ساحة لهديم قبالة باب منصور بفضائها الشاسع.تعتبر نقطة التقاء المدينة العتيقة والتاريخية،هذه الساحة الواسعة عبارة عن ممر لا محيد عنه للولوج إلى الأسواق.يتم حاليا تنشيطها بفن الحلقة،خاصة في المساء،حيث تقدم الفرق الفنية والحكواتيون عروضهم.أما الجهة الجنوبية الغربية من الساحة،فيحتله سوق مدينة مكناس الجدير بالزيارة.

قصر دار الجامعي

تعود ملكية هذه الإقامة الواسعة،التي تم بناؤها في سنة 1882،إلى محمد بن العربي الجامعي،الصدر الأعظم للسلطان مولاي الحسن الأول(1873 1894).حوله الفرنسيون إلى مستشفى عسكري يسمى"مستشفى لوي".ويضم هذا القصر منذ سنة 1920 متحفا إثنوغرافيا،ويعتبر بمثابة أول نواة للمتاحف في المغرب.

المسجد الأعظم الجامع الكبير

أسسه المرابطون في القرن الثاني عشر،وقد أعيد ترميمه عدة مرات في عهد الموحدين والمرينيين وخاصة في عهد مولاي إسماعيل.يتميز بمساحته الكبيرة (3500 متر مربع)،وبأقواسه البالغ عددها 164 قوسا ومظلاته المنحوتة الجميلة.

المدرسة البوعانية

تعتبر هذه المدرسة معاصرة للمدرسة البوعنانية بفاس،وقد تم الانتهاء من أشغال بنائها حوالي سنة 1345 في عهد السلطان المريني أبو الحسن.تم بناء هذه التحفة على الطراز الإسباني الموريسكي وفقا للتصاميم التقليدية للمدارس القرآنية: فناء مركزي مع حوض،محاط برواق وقاعة للصلاة مع غرف صغيرة للطلبة في الطابق العلوي.

مكناس: قيمة تراثية متميزة

جعل مولاي إسماعيل مكناس مدينة مثيرة للإعجاب على الطراز الإسباني-الموريسكي التي تبرز اليوم المزج المتناغم بين الأنماط الإسلامية والأوروبية،سواء ما تعلق بالهندسة أو بالتهيئة الحضرية،في مغرب القرن السابع عشر،حيث كان لمدينة مكناس التاريخية تأثيرا كبير على تطوير الهندسة المدنية والعسكرية (القصبة) والأعمال الفنية،وهو ما يعطي هذا التراث قيمته الكونية.

 

TOP